الرئيس التنفيذي لشركة مفهوم راما لإدارة الفعاليات وبناء المعارض
سياحة المعارض بوابة واعدة تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني
تتنوع الرؤى المرتبطة بالسياحة وقدرة المستثمرين في تلك القطاعات على استيعاب المرحلة الجديدة التي تتوجه إليها المملكة، تحقيقاً لرؤية 2030 م، الأمر الذي سوف يساهم بشكل جدي في تنويع الاقتصاد المحلي، مما سيساعد المملكة على تجاوز اعتمادها الكبير على مدخولات الصادرات من الناتج المحلي للنفط. ومما لا شك فيه فإن مجال المؤتمرات والفعاليات والمعارض يدعم توجهات صناعة السياحة في ظل ما تمتلكه المملكة من خبرات وطنية بارعة في هذا القطاع المحلي الواعد. حول هذا الموضوع وأكثر تحدث الخبير والمستثمر في قطاع المعارض والفعاليات محمد بن إبراهيم الدخيّل الرئيس التنفيذي لوكالة مفهوم راما لإدارة الفعاليات وتنفيذ المعارض، والذي أكد أهمية هذا المجال الحيوي وأثره الاقتصادي على المدى البعيد حال العمل على تطويره وتبني القيادات الشابة فيه. وفيما يلي نص الحوار…
* ماهي الصعوبات التي واجهتك في تأسيس عملك سواء في راما أو المصنع الخاص بصناعة الأجنحة في المعارض؟
أعتقد أن من أبرز المعوقات التي تواجهنا في مجال المعارض هو نقص العمالة التخصصية بهذا المجال وكذلك صعوبة الإجراءات الفنية المطلوبة وتحديث الأنظمة بشكل مستمر، ولذلك نعمل في راما على استقطاب وتبني السواعد الوطنية وتهيئتها في هذا المجال من خلال التدريب على رأس العمل ونعمل على برامج أكثر تقدماً نحوهم خلال الفترة القريبة المقبلة بأذن لله.
* ماذا عن بدايتك في مجال ريادة الأعمال؟ كيف كان التمويل للمشروع؟
البداية كانت عبارة عن فرصة متاحة من كبرى الشركات المتخصصة بإدارة الفعاليات من أجل تنفيذ عملية التسجيل لمؤتمر علمي يقام بمحافطة جدة ولثقتهم بنا وضيق الوقت تم توكيل المهمة لي شخصيا وقمت مباشرة بالأوراق الرسمية لممارسة العمل التجاري ومنها كانت الانطلاق وحتى اليوم احتفظ بشيك اول عملية بيعيه للوكالة وكانت بمثابة انطلاقة تحمل في طياتها الصبر والطموح والاجتهاد والمثابرة رغم وجود معوقات كبيرة ولكن الإرادة تتفوق على المستحيل بحمده لله وتوفيقه. بعد ذلك تخصصنا في إدارة الفعاليات العلمية حيث ساعدنا التخصص بالحصول على حصة جيدة من السوق السعودي في هذا المجال مما ساعدنا في تنمية اعمالنا وتعدد انشطتنا بتوفيق من الله عزوجل وبفضل فريق العمل المميز والذي يمتلك مهارات عالية في تنفيذ الاعمال. بعد ذلك قمنا بالتوسع في اعمالنا في تصميم وتنفيذ المعارض والاجنحة التسويقية من خلال انشاء مصنع متخصص في ذلك مما ساعد في تفعيل هذا الخدمة للعملاء بشكل أفضل بعد دراسة السوق ومعرفة جوانب القوة والضعف بهذا المجال. الأمر هنا يعطي مؤشراً على أهمية الثقة في الشباب السعودي لقدرته واهتمامه بصناعة النجاح وبذلك يكون النجاح حليف المستفيد ومقدم الخدمة الجديد في حال توفرت البيئة المثالية لذلك.
* كيف تقرأ واقع سياحة المعارض والمؤتمرات والفعاليات في المملكة والخليج؟
في الواقع يعد قطاع المؤتمرات والمعارض أحد أبرز المجالات الواسعة التي من الممكن تسويقها بما يعزز السياحة وقطاع الفنادق ويفتح أبواب توظيف واسعة للشباب والشابات السعوديين وذلك في ظل بناء وإقامة عدد كبير من المعرض والفعاليات خلال السنة، الأمر الذي يدفع المستثمرين للتعاضد مع الدولة في تنشيط هذا القطاع الهام. وبحسب الدراسات المنشورة فقد انتعش قطاع تنظيم المعارض في السعودية بنسبة تتراوح بين 7 إلى 9 في المائة، الأمر الذي يسهم في نمو الميزان الاقتصادي السياحي، وإنعاش جوانب مساندة للخدمات السياحية الوطنية، وأعتقد أن تبني المملكة لصناعة المعارض والمؤتمرات وما يرتبط بهما من خدمات ونشاطات مختلفة سينعش الاستثمار في القطاعات الأخرى، ولهذا ايقنت حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أهمية ذلك وأعلنت في العام 2018 م عن انشاء الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات.
* هل تعتقد أن الإجراءات الحكومية في الوقت الراهن تتوافق مع واقع الشركات الناشئة؟
نحن اليوم نتحدث عن نقلة نوعية في تسهيل الإجراءات والأنظمة ونمتلك رؤية طموحة تساعدنا على وجود بيئة خصبة مناسبة للعمل التجاري وبالوقت الراهن أصبحت العملية التجارية سهلة واغلب الجهات الحكومية أتمتت إجراءاتها مما سهل على المستثمر العمل التجاري بشكل واضح. كما نلمس من قبل الجهات الحكومية المختلفة وعلى رأسها وزارة التجارة توفيرها لحلول تتناسب وحاجة المستثمرين الجدد في مختلف المشروعات مع اعتماد الجانب الرقمي في حلولها تجاه المستفيدين، والأهم من ذلك توفر الجهات الحاضنة للمشاريع الناشئة والتمويلية بما يتوافق مع حاجة الاقتصاد.
* إلى أي مدى ترى تأثير المنافسين عليك في السوق؟ وما الذي يميز «راما » عنهم؟
المنافسين بهذا المجال كثر ولكن كل شركة لها بصمتها وما يميزنا في «مفهوم راما» هو احترافينا بالعمل بداية من فكرة التصميم والمواد المستخدمة والتنفيذ بأفضل واجود المواد الخام والدعم اللوجستي قبل واثناء الفعالية. ونحن خلال خبرتنا التي تتجاوز العشر سنوات عملنا على بناء نموذج عمل متفرد يركز في قيمه على جوانب الالتزام والموثوقية والتوطين وحماية البيئة، حيث نعمل باستخدام المواد الصديقة للبيئة في منتجاتنا، ولذا تجدنا نأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة في صناعة المعارض والفعاليات المختصة وذلك من أجل تعزيز الاحترام وكسب الثقة بين المؤسسات والمنظمات فيما يتعلق بالمعاملات التجارية مع العملاء والجمهور بشكل عام.
* هل لك أن تطلعنا على حجم أهمية إقامة المعارض والمؤتمرات؟
المعارض والمؤتمرات تعتبر من المجالات الخصبة حيث تعتبر بيئة مثالية وقابلة للازدهار والمساهمة في تنويع مصادر الدخل الوطني، عبر الاستثمار في مفهوم سياحة المؤتمرات والمعارض، وذلك بفضل الوضع الاقتصادي النامي الذي تعيشه المملكة علاوة على اهتمام المستثمرين والشركات من كل دول العالم بالسوق السعودي، وكل ذلك يجعل من تنظيم المؤتمرات والفعاليات والمعارض أداة ونقطة جذب عالمية وقاعدة انطلاق لعقد صفقات وعقود واستثمارات متنوعة مشتركة في كافة المجالات وهو الأمر الذي يسهم أيضاً في زيادة الصادرات غير النفطية. ومن الملاحظ الاهتمام المتزايد للأفراد والمستثمرين بالمشاركة في المعارض الاقليمية، الأمر الذي يعطي مؤشراً على نجاح توطين صناعة المعارض في المملكة حالما تتوفر البيئة المناسبة لها والتي ستوفر للمستثمرين في المجال عائد استثمار عالي بمشيئة الله.
* كيف تقرأ مستقبل صناعة المعارض في المملكة؟
يجب أن نذكر ان السوق السعودي قادر على صناعة سياحة مؤتمرات ومعارض بشكل حقيقي كونها من النشاطات التي لا ترهق خزينة الدولة في ظل توفر البنية التحتية الممتازة وذات عائدات عالية، وفي ظل ما يعوله المستثمرين والشركات الوطنية من تعزيز لنشاطات أعمالهم عبر قطاع المعارض، فإني أعتقد أنها في ظل التوجه الحالي للدولة – حفظها الله- في تذليل العقبات أمام توسع نشاطها، فإن هذه الصناعة تتجه إلى النمو الكبير خلال السنوات المقبلة ودخول مستثمرين جديد وتوفر فرص عمل جديدة في ذات القطاع والقطاعات المساندة. ولكي تتوفر هذه النجاحات نأمل كمتخصصين في هذا المجال توفير مواقع ومساحات وقاعات مناسبة لاقامة المعارض واحتضان الفعاليات العالمية بشكل يتوافق مع المعايير الدولية، كما نأمل توفير الدعم التسويقي المحلية والدولية والمساندة الإعلامية المتخصصة لهذه الصناعة الحيوية، وعلى سبيل المثال نجد عدد من المؤتمرات في المملكة دون تغطية إعلامية تتناسب وحجم المناسبة، وأرى أن عامل النجاح في هذه الصناعة يتوقف على التعريف الجيد بالفعاليات والإعلان عن المناسبة بشكل مخطط له، بما يضمن مشاركة وتواجد عدد كبير من الشركات والجهات العارضة، الأمر الذي يعد عاملاً في نجاح أي معرض ويشجع على استمراره وانتظام مواعيده، ويضمن حضور الآلاف من الزوار وفق جداول محددة ومعرفة سلفاً.
* ما هي المعايير اللازمة لصناعة المعارض والمؤتمرات؟
ان تنظيم المؤتمرات والمعارض صناعة متكاملة تخضع لمعايير عالية دقيقة، وتحتاج إلى امكانايات وتسهيلات ضخمة، وادارات متخصصة، وتكاتف جميع الجهود لإنجاح هذا المجال ويجب ان يكون التنظيم مدروس بطاقم محترف يتعامل بكل دقة واحترافية لإنجاح الإحداث من خلال توفير كافة المرافق والتسهيلات المتعلقة بتنظيم المعرض والاستقبال المنظم لإعداد الزوار. وقد أصبح قطاع المؤتمرات والمعارض حد أهم الركائز الأساسية التي تسهم في تعزيز نمو القطاع السياحي في الدول من خلال استقطاب آلاف الزوار سنوياً من كافة دول العالم، ولذا فإن نجاح أي مؤتمر أو معرض يساهم في تعزيز صناعة المعارض والمؤتمرات ويساعد في تعزيز نمو السياحة. ولكن لابد من الأخذ في الاعتبار أهمية تحقيق مزايا نسبية للمعارض المقامة وعلى سبيل المثال فإن بعض المعارض الدولية حصلت على نجاح كبير بسبب تميزها عن غيرها من المعارض من خلال ظهورها الإعلامي المدروس وخطتها التسويقية المقننة وتحديد أوجه القطاعات المتخصصة في مجال المعارض.
* هل تجد أن الشركات المحلية وصلت إلى مرحلة النضج المنشودة لهذه الصناعة؟
اعتقد ان تأهيل هذه الشركات وتحويلها إلى الجانب الاحترافي وفق المعايير العالمية في الصناعة ليس بالأمر الصعب، وحتى أكون واقعياً فكثير من تلك الشركات تفتقد الخبرة في مجال التنظيم للمؤتمرات والمعارض والفعاليات، ويجب هنا الإشادة لمبادرات عدد من المنتمين إلى القطاع الخاص في تنظيم معارض ومؤتمرات بشكل لائق، ولكنها لا تحقق امالنا كمتخصصين في هذا المجال. في نهاية حديثي أرغب ان أنوه بأهمية دور الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، في تسلم زمام هذا الصناعة، والتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى لإيجاد حلول تكفل تطور الصناعة في المدى المنظور، والتي أتوقع أن تعود بشكل ايجابي للاقتصاد الوطني. واشكر مجلة رواد الاعمال على عرض هذا الموضوع الحيوي والهام.
* ما هي نصائحك لرواد الأعمال؟
تحقيق النجاح هو هدف كل راد أعمال. وليتمكن من الوصول إلى النجاح، عليه أن يبذل أقصي قدر ممكن من المجهود والصبر والمثابرة وأخذ المشورة من أصحاب الخبرات ويتوفر الكثير منهم في حاضنات المتخصصة من أجل رعاية مشروعهم الناشئ. وعموماً أجد أن الاجتهاد في العمل بالإضافة إلى التناغم مع فريق العمل، هما العنصران الأساسيان للوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق النمو للشركات الناشئة.
إرسل طلبك الان. من خلال التواصل معنا واخبارنا بالتفاصيل وسيتم ارسال عرض اسعار مع مراعاة افضل سعر وأفضل قيمة!